الثَّرَمُ، بالتحريك: انكِسارُ السِّنِّ من أَصلها، وقيل: هو انكِسار سِنٍّ من الأَسْنان المقدَّمة مثل الثَّنايا والرَّباعِيات، وقيل: انكِسار الثَّنِيَّة خاصَّة، .
ومنه الحديث في صفة فِرْعَون:
خلاصة حكم المحدث: فيه نعيم بن يحيى ولم أعرفه
كل ما اعرف انه مفيد ساورده لكم, ساجتهد قدر الامكان. فان وجدتم خطاء فاعينوني على اصلاحه. لكم مني كل حب وتقدير
ماهي الحباحب؟
عندما كنت طفلا اشاهد في افلام الكرتون حشرات في مؤخرتها اضائة!!!!
وكنت استعجب كثيرا , وكنت اعتبرها بعد ان كبرت من الخيال.
وذات مرة كنت في زيارة لصديق في نيويورك وعند المساء كنا في حديقة منزلة الصغيرة واذ بي اشاهد مجموعة من الشرار في كل انحاء الحديقة , ولما اقتربت منها عرفت انها تصدر من مؤخرة حشرة صغيرة تكاد تكون اكبر من الذباب قليلا.
فتعجبت كثيرا من خلق الله.
وعند سؤالي عن مصدر هذه الاضأه , تبين انه نتيجة اختلاط مواد كيميائية أمد الله بها للحشرة فتقوم عند طيرانها بإطلاق هذه الأشعة.
ومنها تم اختراع الطلقات النارية التي تخرج من بندقية الرشاش.
والأعجب اتضح انها معروفة عند العرب منذ القدم حيث ورد ذكرها في معاجم اللغة على النحو التالي :
حكى عن الأَعراب أَنَّ الحُباحِبَ طائر أَطْوَلُ مِن الذُّباب، في دِقَّةٍ، يطير فيما بين المغرب والعشاء، كأَنه شَرارةٌ. قال الأَزهري: وهذا معروف.
الحُباحِبُ: ذُباب يَطِيرُ بالليل، كأَنه نارٌ، له شُعاع كالسِّراجِ. قال النابغة يصف السُّيُوفَ: تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ الـمُضاعَفَ نَسْجُه، * وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ وفي الصحاح: ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاح.والسَّلُوقِيُّ: الدِّرْعُ الـمَنْسوبةُ إِلى سَلُوقَ، قرية باليمن.والصُّفَّاح: الحَجَر العَريضُ.
من ذكرياتي عن أهل نجد في الشام وعلاقة الشيخ فوزان السابق بالميدان والسلفيين
زهير الشاويش
لأهل نجد هجرات متأخرة الى دمشق وما حولها منذ مطلع القرنين الماضيين وقبلهما، وهناك هجرات كثيرة دعت اليها حاجتهم التجارية، والعلمية، او اضطرتهم اليها عوامل المناخ والجفاف وبعض الخصومات المحلية، وكان منها دخولهم مع القوات الحاكمة من تركية، او مع جيش محمد علي حاكم مصر، ثم مع الملك فيصل بن الحسين الهاشمي، فضلاً عن القيام بالتجارة الواسعة بين سورية والعراق وفلسطين ومصر.
وأواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كانت قوافلهم شبه متفردة في نقل البضائع بين دمشق، وبغداد، والكويت. وكان منهم الشيخ فوزان السابق - رحمه الله - صاحب الوجاهة الواسعة فيهم.
وكان معهم ثلة من أهل حي الميدان في دمشق، كانت تشاركهم او تزاحمهم بذلك. وكان منهم والدي مصطفى بن أحمد الشاويش، وفارس آغا المهايني، وصادق آغا الرجال رحمهم الله، وعدد من العائلات التجارية، مثل: بيت الصباغ، والنوري، ورحمون، وسكر، ونقاوة... الخ.
وقد شهدت اواخر الصلات العميقة بين الشيخ فوزان السابق وبين والدي، يوم كان يزوره في مصر بين السنوات 1935- 1945، وكان يشهد الكثير من تلك الجلسات العالم المؤرخ الأستاذ خير الدين الزركلي أمين سر المعتمدية السعودية يومها. وكنت احضر مع والدي - على صغري - تلك اللقاءات.
وكان أكثر ما يدور بينهم من حديث ينصب حول تلك الأسفار (الطرشات)، وما كان يعتريهم من متاعب، واحياناً عن الخيل الاصائل، وكيف كان أحدهم يسبق أخاه في الحصول عليها، وكيف كانت حجج (وثائق) أصول ونسب كل فرس تأخذ وتحفظ بعد أن تصدق بالتواقيع والأختام، والكلام عن نوع المشاركة في الفرس، وما في بطنها بين بعضهم.
توزيع الكتب السلفية
وكانت تدور بينهم أحاديث عن الحركة السلفية في دمشق، حيث كان للشيخ فوزان جولات فيها، وحتى مع خصومها. وكان يرسل مع والدي وغيره من التجار من مصر - الى دمشق المطبوعات على حساب الملك عبدالعزيز تغمده الله برحمته، حيث تسلم الى العلامة الشيخ بهجت البيطار، او السياسي الواعي الشيخ محمد كامل القصاب، او الشيخ محمد الفقيه المصري، او الشيخ مسلم الغنيمي، او السيد صبحي القصيباتي، وغيرهم من العلماء، ثم توزع على اهل العلم، وكلها من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية (مجموعة طبعها منصور بن الرميح)، او كتب امام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، او الامام ابن كثير وغيرهم، وأكثر ما طبعه المصلح الشيخ محمد رشيد رضا، او الشيخ حامد الفقي رحمهم الله.
وهذه الكتب كان لها الاثر الكبير في نشر الدعوة بديار الشام، وقد كان فضل الله علينا عظيماً، حيث يسر الله لوالدي تأمينها، ثم استخدمني سبحانه وتعالى لها بعد ذلك قبل اواسط القرن الماضي بالقيام على طبع كتب الدعوة في المكتب الاسلامي وحتى اليوم، وذلك من نعم الله علينا.
واذكر انني يوم كنت مع والدي في مصر سنة 1941او نحوها، واعطانا مجموعة من الكتب ليقوم والدي بنقلها الى دمشق وتوزيعها... وكانت ضمن حقيبة (شنطة) جلد جيدة جيداً، لاحظ الشيخ فوزان اعجابي الصامت بتلك الحقيبة؟، ولم يكن هناك كراتين لوضع الكتب.
فنادى أحد رجاله وكلمه سراً... ورجع هذا ومعه حقيبة أحسن وأكبر من تلك، وقدمها الي هدية ووجدت فيها كمية كبيرة من الواح الشوكولا، تصلح لطفل عمره ثلاث عشرة سنة.
فرحم الله الشيخ فوزان السابق كم كان كريماً ولماحاً.
وكانت الرحلات تخرج من دمشق ويرأس جماعة (العكيل) غالباً الشيخ فوزان السابق، وكان ينضم اليهم مجموعة أهل الميدان، ويرأسها محمد المعراوي (أبو قاسم)، او والدي مصطفى الشاويش، وممن اذكر من هؤلاء: عبده ابو هندة، وفياض الكاوردي، وابي محمد قاسم الامعري وغيرهم.
وقد يتم الترافق بين الفريقين حتى يصلوا الى الرزازة على شاطئ الفرات، وهناك يكون التفرق بين من يذهب الى مضارب الشيخ فهد بن هدال لشراء الابل والخيل والرز والتمر، وبين من يذهب الى بغداد (بعد شراء الجمال) ليحمل منها الى دمشق السكر والاقمشة الهندية، والبن، والتوابل، بأجور تدفع لهم من تجار دمشق.
غزوة ملبس بن جبريل
كانت بادية الشام موزعة على العديد من العشائر، وكانت عشيرة عنزة تملك اكثر البادية من اواسط ما عرف بعد ذلك بالمملكة العربية السعودية، والشامية غربي الفرات وهي السماوة، وهي في غالبها للدولة العثمانية تابعة للحكم في بغداد، والتي يرأسها الشيخ فهد بن هذال (عشيرة العمارات) ويقيم في الصيف بالرزازة.
والمنطقة الغربية منها كانت تابعة للحكم في الشام، والمستولي عليها الشيخ النوري بن شعلان وله اقامة في الصيف بقرية عدره.
ومنطقة حلب كان يحكمها الشيخ مجحم بن مهيد ويقيم في قرى شرق حلب، وفي الجزيرة كانت قبيلة شمر، وكانت باشراف عائلة العواصي الباشات، وأشهرهم الشيخ الياور عجيل، ويزاحمه ابن عمه الشيخ دهام الهادي.
ومع ذلك كان هنالك الكثير من القبائل الصغيرة، واذا انفرد شيخ فيها بالتجار اثناء مرورهم من منطقة يوقف المسافرين ويأخذ منهم (الخوة).
وكان أهل نجد لا خوة عليهم لأنهم لهم ارتباط بعشائرهم. واهل الشام يدفعون الخوة اذا مروا بأرض عراقية، ولا يدفعون شيئاً اذا مروا بأرض عشيرة الرولة، ولتجار حلب وحماه وحمص اتفاقات اخرى مع قبائلهم.
وأما قبائل الشوايا الذين يربون الاغنام في اطراف القرى وحول دجلة والفرات والخابور، فلا يأخذ أحد منهم شيئاً، وذلك لأن للتجار سلطانا عليهم في المدن القريبة، واما اهل البادية فحصتهم داخل البادية.
وقبائل الاردن وضعهم يشبه وضع عربان سورية، وكانت أشهرهم السردية والخريشه.
ومع ذلك فقد كانت تحدث اطماع من بعض البدو، ويعتدون على القوافل، سواء كانت لعكيل او للشام او غيرهم.
وصادف مجيئ والدي والشيخ فوزان السابق بعبورهما مع قافلة كبيرة في المنطقة الخارجة عن ارض ابن هذال (عنزة) ان جاءهم غزو من قبل ملبس بن جبريل (شمري) وباغتهم ليلاً، وساق اكثر جمال القافلة، بعد ان قتل عدداً من الرعاة، وجرح الشيخ فوزان السابق، وجرح والدي بيده (وقد بقي ما يشبه الكسر حتى وفاته رحمه الله تعالى). وما اعيدت الاموال إلا بعد تدخل العشائر بشكل فعال، وضاع عليهم المال الكثير. وبقي والدي عند ابن هذال يعالج الكسر في يده لثلاثة اشهر.
أين المال
ولما عاد (أكثر القافلة) وجد ان كيس المال الذي وضع والدي فيه ما معه، وهو مبلغ كبير، وكذلك المال الذي مع الشيخ فوزان كذلك قد فقدا؟
ورجع الوسطاء بخفي حنين بعد ان حلف لهم ملبس بن جبريل اغلظ الايمان بأنه وكل من معه ليس عندهم علم ولا خبر. وكان من الوسطاء معتمد الأمير عبدالعزيز آل سعود.
وكان من حنكة الشيخ فوزان، ان سأل ملبس: "هل كل رجالك معك؟".
فقال: لا، لقد فقدنا ثلاثة، قتل اثنان في المعركة، ولم نجد الثالث؟.
فقال فوزان: اذن مالنا ومال الشامي مع خويك الثالث الذي هرب بعيداً عنا وعنكم، فكلف اثنين من جماعتك يذهبوا مع واحد منا الى مضارب عشيرتكم واحضروا لنا الشخص والمال.. وهكذا كان فوجدوا اكثر المال.
وملبس يومها كان من العشائر المتدينة التي دخلت في الدعوة، ولكن كان فيهم جهل واضطراب في احوالهم.
وقد ارجع الله الامن لتلك الارض في الدولة السعودية بعد ان تسلم البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.
وفي العهد الفرنسي جاء ملبس بن جبريل لدمشق، ونزل في بيت تابع للمعتمدية السعودية، فذهب والدي مطالباً ملبس بباقي المال الذي ذهب لهم، ودية القتيلين من قافلته، وكان معه الشيخ محمد العصيمي (من وجهاء العشائر في الخليج والمقيم في دمشق) والزمت المعتمدية ملبساً بن جبريل (وكان يشرف عليها الشيخ عيد الرواف) بدفع المبالغ المفقودة، واما الديات فترك أمرها الى اهل القتلى وهما من عشائر السعودية.
وكان العصيمي وكيلاً عن الشيخ فوزان السابق، وقبض من ابن جبريل ما قال انه فقده.
وكان والدي يتجر لنفسه من ماله مع شريك له بدمشق هو محمود آغا فرعون (والد الدكتور رشاد الوزير السعودي فيما بعد).
وأحياناً يذهب الى شمال العراق، ولا يرجع عن طريق وسط منطقة ابن هذال او ابن مجلاد، بل يعبر الفرات من منطقة راوه وعانة ويعبر الفرات ويتابع الى الغرب نحو قرية ابي هريرة قرب الرقة (حيث هناك قبر لسيدنا ابي هريرة رضي الله عنه)، ويعبر البادية جنوباً بالقرب من القرى الى دمشق. اذا كان معه الاغنام، واما اذا كانت تجارتهم بضائع فكانوا يتجنبون القرى، خوفاً من السارقين، ونهب عشائر الشوايا، ويقطعون الصحراء من عانه او البوكمال الى السخنه وتدمر الى ضمير فدمشق (وقد سرت في هذين الطريقين عدة مرات اواخر تجارة والدي بالخيل، وكان عمري 14سنة، و 19سنة)، وكان يرافقنا مجموعة من تجار الخيل من آل العجلان غيرهم.
وكنا نقطع البادية بالانتقال من بئر الى بئر خلال عشرين ساعة، وكانت الآبار قليلة، ماؤها مالح وهو بعمق لا يقل عن 30متراً، واحياناً كانت تسبقنا اغنام الرعاة الى البئر، ونضطر الى الانتظار ساعات حتى يفرغ السقاة، او يسمحوا لنا ببعض الماء لاعطاء الخيول شيئاً منه او ما نطبخ به طعامنا.
ومرة جئنا بئر (البغالي) واردنا ان نربط خيولنا فكنا كلما حفرنا (خية) لنربط حصاناً وجدنا عشرات العقارب فابتعدنا كثيراً حتى وجدنا مكاناً آمناً، وذهبنا على ارجلنا واخذنا الماء المالح.
ومرة عدلت عن الطريق الاقرب الى المرور حتى اشاهد آثار تدمر، وهناك استقبلنا من اهلها من كانوا يسكنون حي الميدان من آل الخطيب، وجماعة من عكيل الميدان، معهم تجارة من الزبير والكويت، وفيهم من آل الزبن، وحدثني أحدهم بأنهم وجدوا على احدى العواميد كلمة معناها (بنينا هذه الاوابد، بطول المدة، ومضاء العدة)، وكتبها لي على دفتر اعطاني اياه، وكان ذلك في سنة 1941في حزيران (كما يشهد جواز سفري).
وكانت اكبر جالية لهم في حي الميدان الوسطاني بدمشق، ولهم مقهى مشهور باسمهم تجاه زقاق العسكري.
إدارة الميتم السعودي
في سنة 1377هـ - 1957م بعد رجوعي من قطر، جاء اليّ رجل فاضل من آل الزبن ومعه الأستاذ اديب غالب الطرابلسي سكرتير السفارة، والسيد فهد المارك - رحمهما الله - من موظفي السفارة، واخبروني بأن الميتم السعودي (الذي انشئ لتعليم ابناء السعوديين في دمشق) تسلط عليه بعض الموظفين وخدعوا عدداً من الطلاب بتأثير الناصرية ورجال من المخابرات، وقاموا باضراب.. وطلبوا اليّ ان أتسلم المعهد وأوظف فئة مؤمنة من المدرسين لحفظ عقيدتهم، وانهم لا يعرفون أحداً يقوم بذلك سواي.
وفعلاً قمت معهم، وذهبت للمعهد فوجدت الامر كما قالوا، فطلبت الامهال حتى ارتب الامر. وتسلمت الادارة من غير ان احرك ساكناً، وتركت الصفوف تمشي بشكل طبيعي.
وفي اليوم الثاني احضرت عدداً من الأساتذة صباحاً، واكثرهم من اهل الميدان، يعرفهم الطلاب، وتسلموا الصفوف، وكلهم من رجال الدعوة الاقوياء. واستدعيت المدرسين السابقين المحرضين، وطلبت اليهم البقاء عندي في الادارة، لأن المدرسة هذه الايام تحتاج الى مدرسين للعقيدة والدين، وانتم معاشكم يمشي الى نهاية العقد، وعليكم الحضور والبقاء عندي في الادارة فقط، ولا يجوز لأحد منكم ان يتصل بالطلاب. وهكذا كان لمدة شهر تقريباً، فاستقام الحال.
وممن اذكر من الميدان عوائل كثيرة: بيت حجيلان وصار منهم وزراء، وآل العجلان، وبيت الرواف (وكان منهم المعتمد بعد الشيخ فوزان السابق الشيخ عيد الرواف)، وبيت الشبل، وبيت العثمان، وآل الزبن، وآل الجميل، وآل الحسن السليمان، والمارك، وآل الكحيمي ومنهم صديقنا السفير احمد، وآل الرميح، وآل المنقور ومنهم صديقنا الملحق الثقافي الأستاذ عبدالمحسن، وآل المزيد، وآل الشدوخي (أهل الدكتور فهد الطبيب الناجح في الرياض)، وآل التويجري، ومنهم صديقنا الدكتور في تبوك سعود التويجري، وآل العليوي، وآل الدخيل، والعصيمي، والمهنا، والعطية، والقبلي، والنحداوي، والقاضي، والمكاوي، والمدني، والرميخاني، والمسند، وغيرهم من العوائل الكريمة.
وأما من سكن قرى دوما، والضمير، ودير الزور، والبو كمال، فحدث عنهم ولا حرج. واما سكان الزبير فهم كانوا سكان تلك البلدة كلها، ومنهم آل عقيل وبينهم صديقنا الشيخ عبدالله بن عقيل الأمين المساعد لرابطة العالم الاسلامي السابق وآل المهيدب وآل المكنزي، وكذلك حي الكرخ وساحة الخضر في بغداد فإنها كلها منهم. وقل مثل ذلك عن سكان المطرية من مصر وتجارتهم بالخيل، وقرى امبابة حيث كانت تجارتهم بالجمال تملأ السوق المصري.
والحمد لله الذي عمم الخير في بلاد نجد والجزيرة ورجع الناس الى اوطانهم.
هذه شهادة من كاتب امريكي منذ اكثر من 100 سنة حيث ورد التالي:
http://images.amazon.com/images/G/01/richmedia/images/cover.gif غلاف الكتاب
كتاب (المملكة) "لروبرت ليسي" تحت عنوان (27 رجل وحصان).
> > >
أهداه فوزان السابق الفرس الذي وقع اختياره عليها وهي (مهلهل) قائلاً: لقد سمعت أنك تحبنا ونحن من جانبنا نحبك.
وقال روبرت ليسي: «... وقف كرين واجمًا إذ يبدو عليه أنه لم يعامل بمثل هذا الكرم الذي يشتهر به العرب، ووجد المصريون الحاضرون صعوبة في إقناعه بأن هذه هي الطريقة العربية في رد الجميل وأن رفض الهدية يعتبر إهانة، إلا أن هذا لم يثبط عزيمة كرين الذي قال: (إن بلدكم فقير ولكن لابد من وجود ثروات معدنية في باطنها وعلى الأقل الماء أرجوكم أن تدعوني أقدم لكم خدمة مهندس ليقوم بعلميات مسح في الجزيرة العربية لاكتشاف ما فهيا..)». وهكذا فقد وافق الملك عبدالعزيز على قدوم تشارلز كرين «فقد كان عبدالعزيز قد سمع عن كرين وأعرب عن أمله في أن يصل كرين إلى جدة في الفترة ما بين شهر رمضان وذي الحجة. وهكذا بدأت العملية التي أدت في غضون بضع سنوات إلى تمتع المملكة بثمار ثروتها المعدنية المدهشة..».
ويؤكد ذلك لزلي مكلوغن في كتاب (ابن سعود مؤسس مملكة).
«... ومع ذلك تابع كرين رحلاته الإنسانية، وفي سنة 1931م، زار كرين (مجلس فواز سابقًا، ممثل ابن سعود [فوزان السابق] في القاهرة)، واستأذنه بزيارة البلاد، وذلك لمسح الموارد المعدنية، رد ابن سعود على برقية ممثله بالموافقة الفورية، واستقبل كرين في جدة من قبل الملك شخصيًا في 25 شباط 1931م..». ونجد محمد رفعت المحامي يذكر في كتابه (أسد الجزيرة قال لي) «... أما الشيخ فوزان السابق فهو أول وزير مفوض لبلاده في مصر، وقد أحب مصر وأحبته مصر وأهلها، فلما أقعده السن عن مواصلة تحمل أعباء منصبه آثر الإقامة في مصر، وأبدى هذه الرغبة لحضرة صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز، فاعتمدها جلالته، وتفضل فمنح الشيخ الفوزان دار المفوضية في شارع محمد سعيد بالإنشاء لتكون بيتًا له.
رحم الله الشيخ فوزان السابق وجزاه على حسن صنيعه خير الجراء
المجلة العربية العدد329 السنة29 جمادالأخر1425هـ أغسطس2004م
ومن اشهر رجال عقيل
الشيخ فوزان السابق رحمه الله
|
وكيل مملكة الحجاز وسلطنة نجد في مصر
1275-1373هـ1859-1954م يعتبر فوزان السابق من رجال الملك عبدالعزيز الأوفياء ومن وكلائه المخلصين إذ تعود علاقتهما إلى وقت استرداد السلطان عبدالعزيز للرياض عام 1319هـ/1902م فقد اشترك معه في معركة جراب عام 1333هـ ولكونه من تجار الإبل والخيل في الشام والعراق ومصر المعروفين بـ (العقيلات)، فقد اختاره سلطان نجد وكيلاً له على منطقة الشام، ومنذ عام 1344هـ/ 1925م أذن له الملك عبدالعزيز بالسفر من الشام إلى مصر كوكيل له تحت مسمى (وكالة مملكة الحجاز وسلطنة نجد) فمن هو فوزان السابق هذا؟ يعرفه العلامة حمد الجاسر في "جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد" بقوله: الشيخ فوزان ابن سابق بن فوزان آل عثمان (1275-1373هـ) ويجتمع آل سابق مع آل سند أهل القرينة في فطاي بن سابق بن غانم ابن ناصر بن ودعان بن سالم بن زايد من الدواسر وهم في الشماسية وبريدة بالقصيم ويؤيد ذلك الشيخ محمد العبودي في معجم أسر القصيم (مخطوط). وورد في (كنز الأنساب ومجمع الآداب) للشيخ حمد الحقيل: "آل فطاي من الوداعين، يجتمعون مع أهل بلدة الشماسية في القصيم في سابق بن حسن، جد فوزان السابق..". وورد في "معجم المؤلفين" لعمر رضا كحالة: "فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان البريدي، القصيمي، النجدي، من فضلاء الحنابلة، له مشاركة في السياسة العربية ولد ونشأ في بريدة من القصيم بنجد، وتفقه، واشتغل بتجارة الخيل والإبل، فكان ينتقل بين نجد والشام ومصر والعراق، وناصر حركة عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة أيام حروبه مع الترك العثمانيين في القصيم، وعين معتمدًا للملكة العربية السعودية بدمشق، ثم وزيرًا مفوضًا بالقاهرة، وتوفي بها وهو في نحو المئة..". ويؤكد ذلك خير الدين الزركلي في "الأعلام" ويزيد عليه بقوله: "اتصل برجالات الشام، قبل الدستور العثماني، كالشيخ طاهر الجزائري وعبدالرزاق البيطار وجمال الدين القاسمي، ثم محمد كرد علي، وهو الذي ساعد الأخير على فراره الأول من دمشق، وقد أراد أحد الولاة القبض عليه، فأخفاه فوزان وأوصله إلى مصر. ولما كانت الدولة السعودية في بدء استقرارها عين فوزان (معتمدًا) لها في دمشق، ثم في القاهرة وصحبته اثني عشر عامًا، وهو قائم بأعمال المفوضية العربية السعودية بمصر، وأنا مستشار لها. وكان الملك عبدالعزيز، يرى وجوده في العمل، وقد طعن في السن، إنما هو (للبركة) ورزق بابن، وهو في نحو الثمانين، فأبرق إليه الملك عبدالعزيز بالجفر (الشيفرة): {سبحان من يحيي العظام وهي رميم!}. وجعله بعد ذلك وزيرًا مفوضًا نحو ثلاث سنوات. ثم رأى أن ينقطع للعبادة وإكمال (كتاب) شرع في تأليفه أيام كان بدمشق، فاستقال. وقال لي بعد قبول استقالته: كنت بالأمس وزيرًا وأنا اليوم بعد التحرر من قيود الوظيفة سلطان! وتوفي بالقاهرة، وهو في نحو المئة، ويقال: تجاوزها. أخبرني أن أول رحلة له إلى مصر كانت في السنة الثانية بعد ثورة (عرابي) ومعنى هذا أنه كان تاجرًا سنة 1300هـ. أما كتابه، فسماه (البيان والإشهار، لكشف زيغ.. الحاج مختار، ط)، نشر بعد وفاته، في مجلد، يرد به على مطاعن وجهها مختار بن أحمد المؤيد العظمى، إلى حنابلة نجد في كتابه (جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام، ط)، قال فوزان في مقدمة الرد عليه: كان حقه أن يسمى (حالك الظلام بالافتراء على أئمة الإسلام!). وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها، على جانب عظيم. وضعف سمعه في أعوامه الأخيرة، إلا أنه ظل محتفظاً بنشاطه الجسمي وقوة ذاكرته ودقة ملاحظته إلى أن توفي كما يورد الزركلي اسمه في كتابيه الآخرين (الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز) و(شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز) تحت عنوان، الملك عبدالعزيز: مستشاره وسفراؤه ووزراؤه المفوضون (فوزان السابق: وزير مفوض بمصر. أحيل إلىالتقاعد، وتوفي بالقاهرة سنة 1373هـ (1954م). ويكتب عنه إبراهيم المسلم في (رجال من القصيم) باستفاضة «... حفظ القرآن الكريم وجوده على الشيخ سليمان بن محمد بن سيف وتعلم القراءة والكتابة في كتاب الشيخ ناصر بن سليمان السيف المتوفى سنة 1337هـ. وطلب العلم على فضيلة الشيخ سليمان بن علي ابن مقبل المتوفى سنة 1315هـ وفضيلة الشيخ محمد بن عمر بن سليم المتوفى سنة 1308هـ وفضيلة الشيخ محمد بن سليم سافر هو والشيخ علي بن وادي والشيخ عبدالله بن مفدى سنة 1302هـ إلى الرياض لطلب العلم وقرؤوا على فضيلة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ المتوفى سنة 1339هـ وكان من أبرز زملائهم فضيلة الشيخ سليمان بن سحمان وفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم (مفتي المملكة الأسبق) وفضيلة الشيخ عبدالله بن حسن وعبدالعزيز المرشدي وغيرهم..»، سافر بعدها إلى الزبير حيث درس على فضيلة الشيخ محمد أمين الشنقيطي، وواصل سفره إلى الهند حيث درس الفقه والحديث ومصطلحه والتفسير على عدد من العلماء في مدينة دلهي، وبعد عودته بدأ يتاجر بالإبل والخيول يشتريها من أسواق نجد ويسافر بها إلى الشام والعراق ومصر، ويقول المسلم: إنه اكتسب خلال تجارته سمعة طيبة ورأس رحلات العقيلات في عدد من المرات أميرًا عليهم. ومن القصص التي تروى عنه ما قاله ناصر السليمان العمري في (ملامح عربية): «كان فوزان السابق الفوزان وجماعة من عقيل مسافرين في بادية الشام فنزلوا ضيوفًا لدى رجل من البادية وأقاموا ليلة في ضيافة البدو. وفي الصباح الباكر تحرك ركب عقيل وفي مقدمتهم فوزان السابق الفوزان وأخذوا طريقهم مغربين وبعد ساعة من تحركهم لحق بهم رجل يركب فرسًا وشعر به هؤلاء الرجال فقال فوزان السابق لرفاقه: تقدموا وأنا أنتظر صاحب الفرس. وصل صاحب الفرس إلى فوزان السابق وسلم وقال لفوزان بتم عندنا ففقدنا كيس ذهب. فسأله فوزان عن مقداره فقال كذا جنيه. وكان فوزان السابق يضع جنيهات في محزم يخفيه تحت ثيابه فعد جنيهات تقابل جنيهات البدوي وسلمها له وقال: هذا بعدد جنيهاتكم ولا حاجة لسؤال جماعتي عن الذهب. فأخذها البدوي ورجع ومضى فوزان وجماعته في رحلتهم التجارية. وبعد أيام جاء شاب بدوي من أهل الذهب إلى أهله ومعه عدد من الإبل فسأله أبوه من أين هذه الإبل؟ قال اشتريتها من العراق وقال: ومن أين لك قيمتها؟ قال الذهب الذي عندنا. فعرف الأب أن ولده هو آخذ الذهب ولكن ما العذر من الشيخ فوزان السابق وجماعته. فركب الرجل في أثر فوزان السابق فسلم وبادر إلى تقبيل أنف الشيخ فوزان السابق يعتذر ويطلب العفو والمسامحة وقص القصة على الشيخ فوزان وجماعته فقبل فوزان عذره واستعاد ذهبه». ويذكر الدكتور حسن بن فهد الهويمل في كتابه (بريدة) أنه تبرع بمكتبته لجامع بريدة. كما قال عنه عبدالله بن زايد الطويان في (رجال في الذاكرة) «صاحب الصفات الحميدة والآراء السديدة عالمًا فاضلاً سياسيًا جمع ما بين الدين والدنيا عسى أن يجود الزمان بمثله صار عالمًا وخطاطاً لا مثيل لخطه -يرحمه الله-، كتب بخطه الجميل عدة كتب قيمة وأسس مكتبة في بريدة واشتهرت في ذلك الوقت طبع لها مئات الكتب وأرسلها من مصر، ضمت هذه المكتبة إلى مكتبة بريدة، وللشيخ فوزان أياد بيضاء في تعمير المساجد والمساهمة في أعمال الخير لأنه صاحب كرم وشهامة قد جعل من داره بمصر مضافة للسعوديين القادمين لها والمقيمين فيها، وكان يتفقد أحوال الرعايا بنفسه ويحرص على قضاء حاجاتهم...». > > > وبعد أن كبر وشاخ وتجاوز التسعين من عمره طلب من الملك عبدالعزيز أن يعفيه من منصبه، لكن الملك عبدالعزيز لم يوافق إلا بشرط أن يختار من يحل محله وأن يدربه على أعمال المفوضية فاختير الشيخ عبدالله بن إبراهيم الفضل كأحد الرجال الموثوق بهم، وبعد أن تمرس على العمل وافق الملك على إحالته إلى التقاعد سنة 1367هـ/1948م وكان من تقدير الملك عبدالعزيز له أن أمر بتخصيص دار أخرى للمفوضية السعودية بمصر، وأن يبقى بمقرها السابق كهدية له. وقد كلف فوزان بالبحث عن مكان آخر، ووقع اختياره على فيلا في ميدان الرماحة بشارع الجيزة الرئيسي فكانت مقر المفوضية ثم السفارة فيما بعد. والشيخ فوزان من المولعين بالخيول وتربيتها، وقد أحضر من نجد وسائر بلاد الغرب خيولاً أصيلة تعهدها بعنايته، واتفق مرة أن زار اسطبله المستشرق الأمريكي "المستر جرين" فأعجب بحصان اسمه (هلهل) ولما علم الشيخ بذلك أرسل إليه الجواد إلى أمريكا مع سائس خاص، فأرسل إليه المستشرق شيكاً بألفي جنيه، لكن الوزير العربي أعاده إليه رافضًا أن يأخذ لحصانه ثمنًا. فأرسل إليه جرين سيارة فاخرة، ويقال إنه أعطاه زهرية من الزبرجد الخالص هدية تقديرًا لكرمه..». > > > وفاته: ويقول إبراهيم المسلم: «لقد شمل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الشيخ فوزان بعنايته وكان دائم السؤال عنه في كل مناسبة وقبل أن يتوفى الملك عبدالعزيز في شهر ربيع الأول سنة 1373هـ كان الشيخ فوزان قد حج وقابله في الطائف وكان آخر لقاء بين الاثنين إذ لم يمض أشهر قلائل حتى انتقل فوزان إلى جوار ربه في 4 جمادى الأولى 1373هـ 9 يناير 1954م ودفن بالقاهرة». وقد قدرت المملكة جهوده وكرمته بتسمية أحد شوارع العاصمة الرياض باسمه وكتب في (معجم أسماء شوارع مدينة الرياض وميادينها). أما الشيخ عبدالله البسام فقد ترجم له في (علماء نجد خلال ستة قرون) وقال عنه: «... وأخبرني أن أول رحلة له إلى مصر كانت في السنة الثانية بعد ثورة عرابي ومعنى هذا أنه كان تاجرًا سنة 1300هـ وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها على جانب عظيم» أ هـ. من كلام الزركلي ملخصًا. أما الدكتور عبدالله الوليعي فقد كتب عنه باستفاضة في كتابه (الشماسية) على اعتبار أنه من أهالي الشماسية وإنما ولد في بريدة. وزود المعلومات بمجموعة كبيرة من الصور التي تجمع فوزان السابق بالزعماء سواء من المملكة أو من مصر. وقال: «... وعندما قدم الشيخ فوزان بريدة اشترى بيتًا كبيرًا مجاورًا لمسجد الملك عبدالعزيز بالجردة الشهير بمسجد حسين العرفج إمامه السابق، فأشار الشيخ عمر بن سليم على الشيخ فوزان بإدخال البيت في المسجد، وإعادة بنائه فوافق، وقد تولى الشيخ عمر -رحمه الله- الإشراف على بنائه (...) وقد ولد له ولد في 22/3/1939م (1359هـ) سماه محمدًا بعد أن كبر سنه حيث إن أبناءه الذكور يموتون قبل البلوغ فلما بلغ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الخبر فرح لذلك وأراد أن يداعب الشيخ فوزان فأرسل له رسالة فيها (سبحان من يحيي العظام وهي رميم) وقد شب محمد وتخرج من مدرسة الإبراهيمية الثانوية عام 1958م، ومن كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1964م، وبعد تخرجه التحق بوزارة الإعلام وعمل بها في جدة، وقد ابتعث للدراسات العليا بالولايات المتحدة ثم حصل على درجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة جورج واشنطن عام 1973م. وبعدها عاد للعمل بوزارة الإعلام بالرياض. وقد تدرج في المناصب حتى وصل إلى كبير مستشاري الوزارة الذي بقي فيه حتى وفاته في 3 رمضان عام 1419هـ». ونقرأ في كتاب (المملكة) "لروبرت ليسي" تحت عنوان (27 رجل وحصان). > > > أهداه فوزان السابق الفرس الذي وقع اختياره عليها وهي (مهلهل) قائلاً: لقد سمعت أنك تحبنا ونحن من جانبنا نحبك. وقال روبرت ليسي: «... وقف كرين واجمًا إذ يبدو عليه أنه لم يعامل بمثل هذا الكرم الذي يشتهر به العرب، ووجد المصريون الحاضرون صعوبة في إقناعه بأن هذه هي الطريقة العربية في رد الجميل وأن رفض الهدية يعتبر إهانة، إلا أن هذا لم يثبط عزيمة كرين الذي قال: (إن بلدكم فقير ولكن لابد من وجود ثروات معدنية في باطنها وعلى الأقل الماء أرجوكم أن تدعوني أقدم لكم خدمة مهندس ليقوم بعلميات مسح في الجزيرة العربية لاكتشاف ما فهيا..)». وهكذا فقد وافق الملك عبدالعزيز على قدوم تشارلز كرين «فقد كان عبدالعزيز قد سمع عن كرين وأعرب عن أمله في أن يصل كرين إلى جدة في الفترة ما بين شهر رمضان وذي الحجة. وهكذا بدأت العملية التي أدت في غضون بضع سنوات إلى تمتع المملكة بثمار ثروتها المعدنية المدهشة..». ويؤكد ذلك لزلي مكلوغن في كتاب (ابن سعود مؤسس مملكة). «... ومع ذلك تابع كرين رحلاته الإنسانية، وفي سنة 1931م، زار كرين (مجلس فواز سابقًا، ممثل ابن سعود [فوزان السابق] في القاهرة)، واستأذنه بزيارة البلاد، وذلك لمسح الموارد المعدنية، رد ابن سعود على برقية ممثله بالموافقة الفورية، واستقبل كرين في جدة من قبل الملك شخصيًا في 25 شباط 1931م..». ونجد محمد رفعت المحامي يذكر في كتابه (أسد الجزيرة قال لي) «... أما الشيخ فوزان السابق فهو أول وزير مفوض لبلاده في مصر، وقد أحب مصر وأحبته مصر وأهلها، فلما أقعده السن عن مواصلة تحمل أعباء منصبه آثر الإقامة في مصر، وأبدى هذه الرغبة لحضرة صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز، فاعتمدها جلالته، وتفضل فمنح الشيخ الفوزان دار المفوضية في شارع محمد سعيد بالإنشاء لتكون بيتًا له. رحم الله الشيخ فوزان السابق وجزاه على حسن صنيعه خير الجراء المجلة العربية العدد329 السنة29 جمادالأخر1425هـ أغسطس2004م |
هي كلمة تطلق على الشخص الفضولي الذي يسئل عن كل شيء وبالذات في ما لا يخصة فيقال هذا رجل ملقوف او امراة ملقوفة
وقد اشتقت هذه الكلمة من اصل عربي وهو(( غلام لَقِنٌ ثَقِفٌ أَي ذو فِطْنةٍ وذَكاء،
والمراد أَنه ثابت المعرفة بما يُحتاجُ إليه.
وقد يكون الاشتقاق هنا مبرر حيث افاد المثال السابق , والله اعلم
لقف (لسان العرب)
اللَّقْفُ: تناوُل الشيء يرمى به إليك. تقول: لَقَّفَني تَلْقِيفاً فلَقِفْته. ابن سيده: اللَّقْفُ سرعة الأَخذ لما يرمي إليك باليد أَو باللسان. لَقِفَه، بالكسر، يلقَفه لَقْفاً ولَقَفاً والتقَفه وتَلقَّفه: تناوَله بسرعة؛ قال العجاج في صفة ثور وحْشِيّ وحَفْره كِناساً تحت الأَرْطاةِ وتلقُّفه ما يَنْهار عليه ورمْيه به: من الشَّمالِيل وما تَلقَّفا أَي ما يكاد يقع عليه من الكناس حين يَحفِره تَلقَّفه فرَمى به، وفي حديث الحج: تلقَّفْتُ التلْبية مِن في رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي تلقَّيتُها وحفِظتها بسرعة.
ورجل ثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقْفٌ لَقْف أَي خَفِيف حاذِق، وقيل: سريعُ الفَهْم لِما يُرمى إليه من كلام باللسان وسريع الأَخذ لما يرمى إليه باليد، وقيل: هو إذا كان ضابطاً لما يَحْويه قائماً به، وقيل: هو الحاذق بصِناعته؛ وقد يفرد اللقَف فيقال: رجل لَقف يعني به ما تقدَّم.
وفي حديث الحجاج: قال لامرأة إنك لَقُوفٌ صَيُود؛ اللَّقُوف: التي إذا مسَّها الرجل لَقِفت يده سريعاً أَي أَخذتها. اللحياني: إنه لثَقْف لَقْف وثَقِف لَقِف وثَقِيف لَقيف بيِّن الثَّقافة واللّقافة. ابن شميل: إنهم لَيُلَقِّفُون الطعامَ أَي يأْكلونه ولا تقول يتلَقَّفونه؛ وأَنشد: إذا ما دُعِيتُم للطَّعامِ فلَقِّفوا، كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيةٌ حُرْدُ والتلْقِيف: شدَّة رَفْعِها يدها كأَنما تَمُدُّ مَدّاً؛ ويقال: تَلْقِيفها ضَرْبها بأَيديها لَبّاتها يعني الجمال في سيرها. ابن السكيت في باب فَعلٍ وفَعَلٍ باختلاف المعنى: اللقْف مصدر لَقِفْتُ الشيء أَلقَفُه لقْفاً إذا أَخذته فأَكلته أَو ابْتَلَعتَه.
والتلقُّف: الابتلاع.
وفي التنزيل العزيز: فإذا هي تلقَّفُ ما يَأْفِكون، وقرئ: فإذا هي تَلْقَف؛ قال الفراء: لَقِفْت الشيء أَلقَفُه لقْفاً ولقَفاناً، وهي في التفسير تَبْتَلِع.
وحوض لَقِفٌ ولَقِيف: مَلآن، وقيل: هو الحوض الذي لم يُمْدَر ولم يُطيَّن فالماء يتفجّر من جوانبه؛ قال أَبو ذؤيب: كما يَتهدَّم الحوض اللَّقِيف وقال الأَصمعي: هو الذي يَتَلَجَّف من أَسفله فيَنْهار، وتَلَجّفُه أَكل الماء نواحِيَه.
وتلقَّف الحوضُ: تَلجَّف من أَسافله.
وقال أَبو الهيثم: اللَّقِيف بالملآن أَشبه منه بالحوض الذي لم يُمْدَر. يقال: لَقِفْت الشيء أَلْقَفُه لَقْفاً، فأَنا لاقِف ولَقِيفٌ، فالحوضُ لَقِفَ الماء، فهو لاقِفٌ ولَقِيف؛ وإن جعلته بمعنى ما قال الأَصمعي: إنه تلَجَّف وتوسّع أَلجافه حتى صار الماء مجتمعاً إليه فامتلأَت أَلجافه، كان حسناً.
وقال أَبو عبيدة: التلْقِيف أَن يَخْبِطَ الفرس بيديه في اسْتنانه لا يُقِلُّهما نحو بطنه، قال: والكَرْوُ مثل التَّوقِيفِ.
وبعير متَلَقِّف: يهوي بخُفَّي يديه إلى وحْشِيّه في سيره. الجوهري: واللقَفُ، بالتحريك، سقُوط الحائط، قال: وقد لَقِفَ الحوض لقَفاً تَهوَّر من أَسفله واتَّسع، وحوض لَقِف؛ قال خُويْلِد، وقال ابن بري: هو لأَبي خراش الهُذَلي: كابي الرَّمادِ عَظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حين الشّتاء، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ قال: واللَّقِيفُ مثله؛ ومنه قول أَبي ذؤيب: فلم تَر غيرَ عادِيةٍ لِزاماً، كما يَتَفَجَّر الحَوْضُ اللَّقِيفُ قال: ويقال المَلآن، والأَوّل هو الصحيح.
والعادِيةُ: القوم يَعْدُون على أَرجلهم، أَي فَحَمْلَتُهُم لِزام كأَنهم لَزِموه لا يُفارقون ما هم فيه.
والأَلْقاف جَوانِب البئر والحوضِ مثل الأَلجاف، الواحد لَقَف ولجَف.
ولَقْف أَو لِقْف: موضع؛ أَنشد ثعلب: لعنَ اللّه بطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً ومَجاحاً، فلا أُحِبُّ مَجاحا لَقِيَتْ ناقَتي به وبِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً، وماء شَحاحا
ثقف (لسان العرب)
ثَقِفَ الشيءَ ثَقْفاً وثِقافاً وثُقُوفةً: حَذَقَه.
ورجل ثَقْفٌ (* قوله «رجل ثقف» كضخم كما في الصحاح، وضبط في القاموس بالكسر كحبر.) وثَقِفٌ وثَقُفٌ: حاذِقٌ فَهِم، وأَتبعوه فقالوا ثَقْفٌ لَقْفٌ.
وقال أَبو زيادٍ: رجل ثَقْفٌ لَقفٌ رامٍ راوٍ. اللحياني: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيفٌ لَقِيف بَيِّنُ الثَّقافةِ واللَّقافة. ابن السكيت: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ إذا كان ضابِطاً لما يَحْوِيه قائماً به.
ويقال: ثَقِفَ الشيءَ وهو سُرعةُ التعلم. ابن دريد: ثَقِفْتُ الشيءَ حَذَقْتُه، وثَقِفْتُه إذا ظَفِرْتَ به. قال اللّه تعالى: فإِمَّا تَثْقَفَنَّهم في الحرب.
وثَقُفَ الرجلُ ثَقافةً أي صار حاذِقاً خفيفاً مثل ضَخُم، فهو ضَخْمٌ، ومنه الـمُثاقَفةُ.
وثَقِفَ أَيضاً ثَقَفاً مثل تَعِبَ تَعَباً أَي صار حاذِقاً فَطِناً، فهو ثَقِفٌ وثَقُفٌ مثل حَذِرٍ وحَذُرٍ ونَدِسٍ ونَدُسٍ؛ ففي حديث الهِجْرةِ:وهو غلام لَقِنٌ ثَقِفٌ أَي ذو فِطْنةٍ وذَكاء، والمراد أَنه ثابت المعرفة بما يُحتاجُ إليه.