المشاركات الشائعة

الأحد، 16 أكتوبر 2011

شاهد من التاريخ ذكريات حلة القصمان

التأثيرات التي اشتهر بها رجال عقيل :

لرجال عقيل في البلدان التي يذهبون إليها تأثيرات (اجتماعية - اقتصادية - دينية - سياسية) والاقتصادي هو رفع اقتصاد البلدان التي يردونها وعلى سبيل المثال هذه القصة:

في إحدى رحلات عقيل كان معهم ستين رعية حيث كان المندوب الفرنسي بالأردن يأخذ عن كل رأس من الإبل ثلاث جنيهات ولما رأى زيادة العدد أراد أن يستغل رجال العقيلات وطلب منهم عشر جنيهات على كل رأس وكان رئيس الحملة أو الرحلة آنذاك سليمان الصبيحي، فرفض أن يدفع أكثر من ثلاث جنيهات كالعادة، ثم قال للمندوب الفرنسي: إما أن ندخل بثلاث جنيهات أو نحول نهار عَمان إلى ليل، فتعجب الفرنسي من هذا الرد بعدها أرسل رجاله ليجوبوا عمان ويبحثوا عن أعمال العقيلات بعمان فوجد أن أغلب الأعمال الاقتصادية بيد العقيلات ثم قال: صدق (العقيلي) لو سحب العقيلات من عمان تحول نهارنا بعمان إلى ليل لعدم وجود الحركة عندما نجنب العقيلات رحلاتهم إلى الشام أو فلسطين ثم بدأ يفاوضه حتى رجع إلِى ثلاث جنيهات.

والقصة الثانية الاقتصادية هي :«عندما وصلت قصيدة العوني المشهورة ب( الخلوج) إلى العقيلات بسوق العصر بدمشق استنفر العقيلات ورجعوا إلى بريدة فأغلقت أغلب المحلات التجارية بسوق العصر بدمشق بسبب عودتهم لبريدة. أما التأثير السياسي فقد شارك العقيلات في جميع الحروب ضد الاستعمار سواء في العراق أو الأردن أو فلسطين وسوريا وخير شاهد على هذا ما يعرف ببطل (مايسلون) وهو واد بسوريا حصل يه معركة بين السوريين والاستعمار شارك فيه (800) شخص من العقيلات ومايزال يعرف (قبر) بطل مايسلون ب«العقيلي» عند السوريين.

أما التأثير الديني فكان لعيسى الرميح مشروع إفطار صائم في بيت المقدس طول شهر رمضان وكان فيه دعوة وتعليم.

وأخيراً التأثير الاجتماعي.. عرف العقيلات بالأمانة والشجاعة والنخوة والوفاء بالعهد حتى ان الناس يتعاملون مع العقيلات دون أي كتابة.


أخلاق العقيلات.

1-
الشجاعة. 2-الكرم. 3-الأمانة. 4-الصدق. 5-المروءة. 6-الإيثار. 7-حسن النية. 8-الثقة بالنفس. 9-الحذر. 10-حسن التعامل .

حب الوطن:

واجتمع أهل القصيم يتدارسون الأمر وكان الشاعر محمد العوني موجوداً في الكويت يحضر مجلس الأمراء وفي ليلة من الليالي تأخر عن الحضور على غير عادته وفي الليلة التالية حضر فسألوه عن سبب تأخره فأجاب لقد كنت في طريقي إليكم عندما سعت احد الإبل في حوش فلان رجل سماه تحن حنيناً ينفطر له القلب وقفت أستمع وهي تجول وتصول في الحوش وقد اوحى لي بقصيدة (بدأ يتلوها عليهم) وبعد انتهائه منها بادرهم بقول من يستعد بإيصال هذه القصيدة إلا العقيلات بالشام فأبدوا استعدادهم وكلفوا الشاعر علي الحمدية بهذه المهمة

يقول واحد من المعاصرين - نقلاً عن عبدالكريم الجاسر - الذي كان موجوداً مع العقيلات في الشام وصل إلينا علي الحميدة والعقيلات كعادتهم مساء في سوق الحميدية وهو ما جاء اسمه في القصيدة ( سوق العصر ) وكان الحضور : عبدالكريم الجاسر - علي الجاسر - حمود البراك - محمد الشويهي - أبراهيم الجربوع - منصور الجربوع - محمد الرشييد - يحيى الشريدة - إبراهيم الشريدة ، وغيره من العقيلات وتليت عليهم القصيدة التي سماها ( الخلوج ) وهي الناقة التي فقدت وليدها:

قصيدة الخلوج

للشاعر محمد العوني

خلوج تجز القلب باتلي عوالها .... تكسرت بعبرات تحطم سباها

تهيض مفجوع الضمائر بحها ....لا طوحت بالصوت تزايد هجالها

له قلت يا ناق كفى عن البكا .... لا تهيجين النفس فيما جرا لها

تبكين فرقاً حقة شدة العرب .... ضاعت يومين البوش وإلا شمالها

وإلا أنا يا ناق ما تعدد مصايبي .... ولا علتي تبرأ ولا ينشكا لها

لو البكا ياناق عني يحلها .... بكيت بيض أيامها مع ليالها

لو البكا يا ناق يرجع لي الغئب .... بكيت لين النفس تلحق زوالها

أبكي على دار ربينا بجالها .... معلومها خشم الرعن من شمالها

ومن شرقها طعسين إلا راخم تحدها .... بين اللواء والسر ما أطيب سهالها

دار بنجد جنة كان قبل ذا .... من صكته غير الليالي عنالها

وصفه من الخفرات بيضاً عفيفة .... يفوق كل البيض باهر جمالها

حسودها يفضي إلى مر حوالها .... من خوفة أعيال تربوا بجالها

هي أمنا وحلو مطعوم درها .... غذتنا وربتنا وحنا عيالها

برور بنا ما مثلها يكرم الضنا .... وصلو بنا لكن نسينا وصالها

تلقى علينا الجوخ والشال فوقنا .... وهي عارية تبكي ولا أحد بكالها

ولحد جزع من صيحته يوم سلبت .... ولحد نشد من بعدنا وش جرا لها

قلت آه وأويلاه واخيبة الرجاء .... كيف أمنا تهضم وحنا قبالها

يا طارش من فوق سراقة الوطاء ...... هميم الى سارت ذعرها ظلالها

حائل ثمان سنين ما مس خلفها....... ولا بركت للعمل جملت حيالها

إذا باء لازم قلت شدها ..... واضبط عن الفزات مقضب حبالها

لا تعتني بالخرج ما ذيب حزته ..........خذ قربتك واجعل زهابك عدالها

اوصيك يا مرسال بالسير والسراء ........... واحذرك نوم الليل عينك تنالها

الى سرتها عشر وخمس مغرب ........ مرواحك (الميدان)منها تمالها

الى جيت سوق العصر تقابلك غلمه......تخثع بزينات (البريسم)نعالها

يقولون لك يا صاح عطنا علومك ..... بلدان نجد عقبنا وش جرا لها

قل كل بلدان (القصيم)ومن حولها ..........كل (ديرة )زمى دون جالها رجالها

الا امكم من عقبكم تندب الثرى...... تبكي على الماضين واعزتا لها

لعبوا بها الاجناب لا رحم حيكم............والبيض بالبلدان شتت لحالها

شيبانكم تضرب على غير موجب......من عقب كبر الجاه تضرب سبالها

اولاد علي اليوم ذا وقت نفعكم .......ولا الفتى غير الثناء من نوالها

اولاد علي اليوم ما هوب باكر .........قوموا بعزم الليث ماضي فعالها

لا تتبعون الهون والعجز والعساء ..........او ربما او ليت يتعب سؤلها

قوموا برأي الله واقضوا يونكم ........ انتم هل القالات منم رذالها

وذي قالت ما ينطحه كود نادر .........اولاد على من بكم قال انالها

حى اذا جاء اليبت الذي يقول فيه :

وذي قالت ما ينحه كود نادر ......اولاد على من بكم قال انالها

صاح الحاضرون معه. نحن لها ، يقول عبدالكريم الجاسر : ((رددالحضرون (عزوة اولاد علي )) وتجمع العقيلات في شبه مظاهرة حملوا فيها الاعلام وطافوا في شوارع دمشق وتجمع 1200مقاتل من العقيلات ، بدأوا يصفون اعمالهم واشتروا الاسلحة والذخيرة وخرجوا الى الكويت عن طريق العراق ، وارسلوا رسلاً الى العقيلات الموجودين في بغداد وفلسطين وعندما وصلوا الكويت كان عدد المحاربين يزيد على ثلاث الاف محارب ، ارسلوا رسلهم الى عبد العزيز بن سعود يبلغونه بخروجهم من الكويت وتواعدوا على اللقاء بالوشم ، وانضموا الى جيوش عبدالعزيز متجهين الى القصيم ، وبعثوا رسلاً الى القصيم يبلغون الزعماء الموجودين بوصولهم وتواعدوا على اللقاء ، وكانت موقعة البكيرية في غرة شهر ربيع الاخر 1322هـ1904م

ومعركة البكيرية تعد من المعارك الفاصلة في تاريخ الحروب بين ال رشيد وعبدالزيز بن سعود ، تمكن فيها من القضاء على عدد كبير من الجيوش التركية التي كانت تحارب الى جانب ال رشيد ، الذين قتل ايضاً عدد من زعمائهم ، وعندما اراد عبدالعزيز الصلح وهو منتصر ، بعث الى ابن رشيد فهد الرشودي من اعيان مدينة بريدة -ليعرض الصلح- وحقن الدماء ، لكن عبدالعزيز بن رشيد لم يقبل وكان رده لعبد العزيز ان من يريد حكم نجد لا يضجر من الحروب ، والله لا صلح الا بعد ان اخرب بريدة وعنيزة والرياض ، وطال المقام في الشنانة فتقدم احد الامراء من اخوة عبدالعزيز يطلب الى الشاعر محمد العوني شاعر القصيم القاء قصيدة حماسية لتشجيع المحاربين ودقت طبول العرضة النجدية ، وبدا الشاعر يقول

من عليكم يأهل العوجاء سلام........واختص ابو تركي عمى عين الحريب

ياشيخ باح الصبر من طول المقام ......... يا امي الوندات يا ريف الغريب

اضرب على الكايد ولا تسمع كلام ........الغر بالقلطات والري الصويب

جونا وجيناهم كما دولة نظام........ يوم (البكيرية)وخبرك بالشعيب

اكرم هل العوجاء مدابيس الطلام...........هم درعك الضافي الى بار الصحيب

اولاد علي دورهم يوم العتام .........يحمون نار الحرب في حامي اللهيب

عينك الى سهرت يعافون المنام..........سم لغيرك وانت لك مثل الحليب

لا عسكر البارود واحمر الكتام..........تلافحت باذيالها شهيب السبيب

واللا ما يجلي عن الكبد الملام..........الا النيامس يوم تسمع له نحيب

كان عبدالعزيز في خيمته ، فلم يتمالك نفسه وهو يستمع الى ما يقول الشاعر ، حتى خرج الى الحرب واذن بدق طبول الحرب ، وهكذا كانت معركة الشنانة

-
الشجاعة:

لا والله إلا با ن للهجن ميعاد بان الوعد من طيبين العلومي

من أولاد علي مهدية صعب الأضداد مهدية صعب الحصان العزومي

عاداتهم عند اللقاء كعم الأضداد سيوفهم عند اللقاء وجيهه ثلومي

ياوني عيني حاربت نوم الأجواد ياكثر هواجيسي ويا كثر نومي

يتمتع العقيلات بقسط وافر من الشجاعة والجسارة عندما يصل الأمر إلى مجابهة الأعداء وجهاً لوجه، ذلك أنه بحكم احتكاكهم بالقبائل التي يمرون عبر أراضيها وحكم مواجهتهم للمشاكل التي تعترضهم أثناء هذه الرحلات المتكررة عبر السنوات الطويلة التي أكسبتهم القوة والصلابة وثبات الجأش والشجاعة والإقدام لمجابهة ما قد يعترضهم أو يعرض قوافلهم وأموالهم للخطر من الطامعين بتلك الأموال سواء أكانوا من الغزاة الطامعين أو قطاع الطرق المتربصين الذين يعترضون هذه القوافل، وتتفاوت درجة الشجاعة بين شخص وآخر من العقيلات كما قسمها الله سبحانه وتعالى، لكن بصفة عامة فإنهم يتصفون بالشجاعة والإقدام والجسارة، وليس أدل على ذلك من اختراقهم تلك الصحاري الشاسع

الكرم:
يشتهر العقيلات بالكرم، فهم أو غالبيتهم من نجد منبع الكرم

كان عيسى الرميح- من أمراء العقيلات – إذا خرج على راس القافلة مهما كان عددهم ينادي المنادي ( اسمعوا يا عقيل ) غير مسموح لأحد بأن يوقد النار، فإن ( المضيف )مفتوح للعقيلات ورجا جيلهم وقد تعود العقيلات بأن لا يعصوا أمراً يقره عيسى الرميح.

يقول احد العقيلات : سافرت مع ركبه عام 1356هـ وكانت القافلة تزيد على مائتي شراع وتجمعنا في "مورد قصيبا" وكان به ( عين ) ونخيل لعيسى الرميح فشربت القافلة وتجهزنا للمسير ، وصاح المنادي –غير مسموح لأحد بأن يوقد ناراً وطوال رحلة القافلة من قصيبا حتى وصلنا إلى عمان ورجال القافلة من تجار وغيرهم يأكلون ويشربون في شارع عيسى الرميح.

ونزلنا على الغور ( وادي الأردن ) وأقمنا الشتاء ما بين أريحا والفارعة في الضفة الغربية لنهر الأردن وأقيمت المخيمات وعددها يزيد على مائة وخمسين شراعاً وفتح ( المضيف )للأكل والشرب وطوال الشتاء والجميع يأكلون ويشربون على حسابه

وإذا جاء شهر رمضان المبارك أقام ديوانية في مدينة القدس وبيت كبير يقيم فيه الولائم للفقراء والمساكين حتى ذاع صيته لدى الحاكم العسكري في مدنية القدس ، وهو إنجليزي، فدعاه إلى مكتبه لكنه لم يذهب بل صرف الرسول قائلاً "إذا أردني عليه الحضور إلى بيتي المفتوح وهذه دعوة مني للحكم لزيارة معسكرنا في الغور وكانت حفلة كبيرة دعي إليها الحاكم وكبار المسؤولين ودأب الحاكم بعد ذلك على زيارة عيسى في بيته في القدس وفي المخيم حيث تقام الولائم التي يحضرها الجميع.

وفي إحدى الولائم قدم إلية الحاكم وثيقة موقعة بإقطاعه أرضاً تمتد من شمالية ( عين أريحا ) حتى مرتفع مرتفع جبل الفارعة وقرب نابلس لكن عيسى رفض هذه الوثيقه شاكراً للحاكم هديته قائلاً " إن ما أقوم به من خدمات لأبنا بلدي وما أقوم به من إطعام للمساكين إنما هي طبيعة وهبها الله لي ولا انتظر إحسانا من أحد وخاطبه بلهجته النجدية : ( إن محضارا) بالصيف في نخلى بقصيبا تسوي عندي الدنيا وما فيها.



اشتهر محمد العبدالله البسام – من أمراء العقيلات – بالكرم ، وذاع صيته لدى الحكام ، وأيام حكم محمد العبد الله الرشيد ، كان ماراً بمدينة حائل وحضر للسلام عليه ، وفي مجلسه بدأيداعب ابن بسام قائلاً : يا محمد أنت (تدور حكم) في كرمك وعطاياك . فرد عليه قائلاً : يا طويل العمر الحكم يبي أهله ، وأنا رجل تاجر أدور المكسب ، ولما تربح تجارتي العشر عشرين نجود من فضله على الناس ، وهذا مكسبنا من التجارة ، ما ندور حكم إلا دعاية لبلادنا وسمعته .

حمود البراك من امراء العقيلات ، في عام 1340هـ حصل وباء في الشام ، أصاب الكثير من الناس ، ومن العقيلات ثمانون شخصاً ، فخاف حمود عليهم ، فما كان منه الا ان ذهب الى احج النجارين وطلب اليه ان يعمل (كوايج ) هوادج عددها اربعين وبعد ان جهزها النجار اشترى خمسون حصيرة ووضع الهواد على اربعين منها وحمل كل اثنين على جمل وجهز باقي الجمال بالامتعة والاكل وخرج بهم من الشام الى بلادهم يعولهم وهم مرضى .

وبعد ان خرجوا الى الصحراء وقابلهم هواء الصحراء العليل حتى رفع الله عنهم الوباء وشفي الجميع فعند ذلك اوقدوا بالهواد وركبوا الجمال عائدين الى بلادهم شاكرين لحمود هذا الكرم


الأمانة:

معنى على رقابها؟
كان رجال العقيلات يضرب بهم المثل الأعلى في أمانتهم فالواحد منهم يفضل الموت على أن يقال له خائن أو كذاب فقد كنا نشتري من بعضنا من دون أن نكتب أي ورقة ولا نحاول الحصول على رهن وأنا كنت أخذها من أهلها واتفق معهم أن أدفع بعد البيع وعندما أبيع الإبل أعطي الناس حقوقهم واكتفي برأس المال

تعتبر الأمانة إحدى ركائز التجارة الرئيسة التي تقوم عليها التجارة الناجحة، وبدون الأمانة فمهما ازدهرت التجارة فإن مصيرها إلى الفشل، وليست الأمانة مقصورة على التجارة لوحدها ولكنها على جميع متطلبات الحياة بل ومجرى حياة الإنسان بكاملها لكنها بالنسبة للتجارة شيء أساسي، ذلك لأن التعاملات التجارية الصحيحة لا تقوم إلا عليها، فالعقيلي بحكم عمله في التجارة والنقل تمثل الأمانة لديه أحد عوامل نجاحه الرئيسيه، فقد كن العقيلات معروفين بلئمانه فكان التجار والناس في البلاد العربيه يثقون في العقيلات ثقه منقطعه النضير بوضع الامانات وغيرها ، قطعوا هذه الصحاري بسبب طلب الرزق الحلال من باب اولا ان تكون الامانة هي الشعار

الصدق :

قال أحد المؤرخين: لم تعرف المنطقة العربية عن العقيلات إلا الصدق والإخلاص في العمل وقد شهد للعقيلات من رافقهم من النصارى واليهود رحالة كانوا أم تجاراً فضلاً عن المسلمين شهد هؤلاء للعقيلات بحسن الخلق وبالعقل الراجح والذكاء المتقد والشجاعة والأمانة والصدق وغير ذلك من صفات المسلم الحق والعربي الصميم،

المروءة:
المبادرة بالعطاء والبذل وصنع المعروف

فهناك قصة الشيخ صالح المحسن : محمد العقل طلع من مدينة بريدة إلى بلاد مصر وجلس لمدة سنتان في طلب الرزق وكان هناك عناء ومشقة وبعد انتها المدة اشترى مطيتين ورجع الا بلاده اثناء خروجة من بلدة سيناء تعرض له قطاع الطرق من البادية فجردوه من ثيابه واصابه صدمه نفسية وحملوه العقيلات الى الشيخ صالح المحسن وكان امام مسجد في سينا ويحمل الامانات فرقاها الشيخ لمدة اسبوع ووضعه في بيته حتى طاب وصار عداً عديد ثم اعطاه حصان وجنيهات ذهب وذهب الا فلسطين وبعد ذالك التحق بالجيش السعودي في اول بداياته

محمد الاحمد الرواف

من أهل المرؤة والكرم – وقصته مع ابن ثنيان- مناهل حويلان جنوب غربي مدينة بريدة – الذي أثقلته الديون ،وأصبح لا يستطيع دخول مدينة بريدة ، والخروج من فلاحته مخافة أن يراه أصحاب الدين ، تهرب من مقابلة الناس .

ولما اشتدت عليه الأمور هداه تفكيره إلى السفر وترك البلاد ، فطلب إلى ابنه أن (يجلب الحمار) الذي يستخدمه في تنقلاته إلى سوق مدينة عنيزة لبيعه بدلاً من سوق مدينة بريدة خوفاً من قيام الديانة بحجر قيمته وهي آخر شئ يمكن تركه لأولاده بعد سفره موصياً الابن أن يحتفظ بالنقود لصرفها على أفراد العائلة ، وقد لا يعود من سفره هذا ( إلا بعد أن يفرجها الله عليه ) هكذا كانت وصيته لابنه .

وفي صباح اليوم التالي قصد مدينة بريدة ماشياً على قدميه بعد أن باع الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها في تنقلاه ، فأدرك صلاة الفجر في مسجد ناصر جنوبي مدينة بريدة ، وبعد أن انتهت الصلاة خرج إلى بيت محمد الرواف الذي استقبله ببشاشة وعرض عليه مشكلته مع الديانة ، وأبدى رغبته أن يشمله بعين العطف والرعاية ، وان يسمح له بمرافقة العقيلات ، وكانوا يتأهبون للسفر إلى العراق ، برئاسة محمد الرواف الذي اعتبره (لاجئاً له ) وكلف احد خوياه بأن يدخل ابن ثنيان حوش الجمال المجاور للمنزل ويختار احسن الإبل وتجهز له كما تجهز راحلته هو .وبقي ابن ثنيان في بيت محمد الرواف ، حتى خروج ركب العقيلات وهو في معية الأمير معززاً مكرماً ، وسافر الركب من الطرفية قاصدين بغداد والقافلة تتكون من مائتي رعية : ثلاثين منها لابن رواف ، والباقي لتجار العقيلات مع خوياهم ، وسارت القافلة مارة بالموارد على طريق (زبيدة ) حيث إبلهم ، وفي ديوانية عقيل في حي الكرخ ، أو صوب عقيل ، كما هو لابن ثنيان ما يعينة على قضاء دينة وعودته إلى أهله بالقصيم ، وقد قرر على كل تاجر عشرة جنيهات عثماني ، ودفع هو ثلاثين جنيهاً ، وعلى الراعي والخوي جنيه واحد ، وأمر احد خوياه بأخذ صينية دارت على الجالسين ، كل يضع ما يستطيع ، وقد أحصى ما جمع فإذا هو يفوق على سبعمائة جنيه عثماني ، فجهز محمد الرواف راحلة ، واشترى ابن ثنيان من هذه الحصيلة بعض الجمال ، حملها بالأرزاق والمؤن ، وقبل أن يتركهم استأذن في ألقاء قصيدة يشكرهم فيها على هذا الكرم فقال :

أمس الضحى نطيت في رأس مرقاب صرخت أنادي مشرفين المراقيب

ونيت ونة من تداوى ولا طاب واشتد من عقب الدواء فارق الطيب

أو ونة إلى ماطه عنه جذاب ظرس غميق وافردن الكواليب

أو ونة إلي أد عينه بدباب هله بعيد وافختوه المناجيب

من شوفتي للشقر زينات الاهداب صفر قلوبه قلت فارقن الطيب

لا شفت نجمين مع الصبح غياب طلعت سهيل مبين للمراطيب

الا سرنا على ست من الهجن شباب بيض الكلأ ، لا سوهجن المحاقيب

معهن ذلول زينت الطبع مهذاب لا زرفلن مع المنقي جناديب

لا صار لك بالسوق طالب ومطلوب الغربة أشوى من وجيه الطلاليب

هاذي لوم قلتها عقب مرقاب من غيركم ياعقيل يوفي المطاليب

وعاد ابن ثنيان إلى القصيم معززاً مكراً

ناصر بن غيث وأخيه عبدالله كانا من تجار العقيلات ، يشتريان الإبل من سوق بريدة ، ويسافران بها إلى بغداد والشام ، وكانا لا يفترقان في سفرهما ، وقرر الأخ الأكبر أن يتزوج ، وخطب له زوج’ ، وسافر عبدالله وحيداً هذه المرة ، وبقي ناصر في بريدة ، وعندما وصل إلى بغداد وصرف إبله جلس في ديوانية عقيل ( بصوت الكرخ ) حزيناً على غير عادته ، فسأله أحد العقيلات ما بك ؟ فقال : لاشي ، ولكنني أحس بضيق في صدري .

تجهزت قافلة العقيلات وخرجوا من بغداد ، وفي أثناء عبورهم جسر المسيب بالقرب من بغداد ، قابلتهم قافلة قادمة من القصيم ، وبادره أحد العقيلات يعزيه في وفاة أخيه ناصر فأغمي عليه من الصدمة وبدأ رفاقه يرشون الماء عليه ، حتى أفاق وسارت القافلة ، وطول أيام الرحلة لم يذق طعماً للنوم وفي المعشى قال له أحد رفاقه : استرح يا عبدالله ، أنت لم تتم منذ خمسة أيام ، فأنشد هذه الأبيات .

قال ابن غيث حاربت عينه النوم عبدالله الصابر على حكم وا لي

كيف أبي أنام وساكن البيت مهدوم أخوي اللي بالموده صــــفا لي

ما قد غضب خاطري دايم الدوم وما عمر قال لي ذلك وذا لي


الإيثار:
الإيثار على النفس أمر اشتهر به العرب منذ زمن بعيد

اتا شخصان من العراق من رجال العقيلات كل واحد منهما لابس كمر فيه جنيهات من الذهب وإثناء الطريق جلسا يتناولوا القهوة ذهب أحداهما لإحضار الحطب فوضع الكمر على أمتعته وكان الكمر لونه احمر وكان صديقه با القرب من الامتعته فأتى طير الحدات وشال الكمر فقام صاحبه بوضع الكمر على أمتعت صاحبه وبعد تناولهم القهوة قال صاحبه انا سوف ارجع إلا العراق(طرى عندي طاري ) وبعد ذهاب صاحبه إلا بريده وجد كمره على شجرة السدر .. عند افروخ الحدات (إيه أثره هذا اللي رجع رفيق يخاف ما أصدقه) وبعد رجوعه من بريده الا العراق اشترى ابل بقيمة الذهب اللي داخل الكمر ووسمها وسم صاحبه فدخل السوق هناك ورأى صاحبه الوفي دلال في السوق فبعد المعانقة قال معي ابل حرج عليها .. ثم شاهد الوسم قال هذا وسمي هذه قيمة الكمر اللي أعطيتني إياه فباعها ودبلة القيمة وهذا من وفائمهم وأثارهم فيما بينهم وهذا با اختصار

النية:
حسن النية هي منافات الشك واستبعاد حدوثه وأخذ الأمور حسب النية التي يقطع عليها القلب، وقد جاء في الأثر "على قدر نياتكم ترزقون" أو ما معناه ويقول المثل" "النية مطية"

صاحب الكمر مع التاجر الشامي:
الكمر هو الحزام الجلدي العريض الذي توضع فيه النفود,وقصة صاحب الكمر وهو أحد العقيلات يرويها لنا الشيخ عبدالعزيز المسند نقلاً عن والده,كما يرويها آخرون0ومختصرها أن أحد العقيلات تعامل مع أحد تجار الشام(دمشق)يأخذ منه كمر النفود ويذهب إلى فلسطين وفيشتري بضائع ويبيعها في مصر أو نجد ثم يعود,ويعطي للتاجر المال مع ربحه وله نصيبه من الربح0وظل على عمله مع هذا التاجر عدة سنوات0وفي إحدى المرات أخذ العقيلي كمراً مليئاً بالنقود من التاجر الشامي كعادته,لكنه في هذه المرة لم يعد,وأفتقده التاجر,وسأل عنه جماعته فلم يعررفوا له خبراً0فقال في نفسه:لابدأنه حدث له شيء,لكن لم يمت لأنه لو مات لجاء خبر موته0وأرسل هذا التاجر مندوباً له إلى بيت هذا الرجل,وفعلاً ذهب المندوب وسأل عنه في بيته مراراً,فأخبرته زوجته أنه مسافر0
يئس التاجر من عودة العقيلي فقرر الذهاب بنفسه إلى بيته, وطرق الباب سائلاً عنه، فأجابت الزوجة بأنه مسافر، فقال لها أنا فلان افتحي الباب، والما فتحت له دخلٍ غرف المنزل يتفقدها واحة واحدة حتى وجده مختبئاًفي إحداها ويبدو عليه الإعياء و المرض من طول المكث.
فركلهى برجله وقال : لماذا فعلت بنفسك ما أرى ؟ لكنه لم يُحر جواباً ولم تطاوعه الحروف، ثم أخذه التاجر معه إلى الديار (هي صحن البيت باللهجة الشامية) وقال له أخبرني ما الذي دهاك ولا تخف؟؟؟
فجعل يقص خبره بكلمات متمتماً بصوت متهدج قائلاً : عندما خرجت من عندك آخر مرة وفي بطني الكمر بألف جنيه مررت على حمام الصالحية لأغتسل، ووضعت الكمر على رف داخل الحمام، ولما انتهيت لبست ثوبي وخرجت ونسيت الكمر، وبعد دقائق عدت فلم أجده. فبقيت في منزلي أفكر و أقول في نفسي ماذا أقول لو ادعيت أنه ضاع أو سُرق فمن يصدقني؟
فقال له التاجر : لم يمضَ ساعة بعد خروجك في ذالك اليوم حتى وقف علي رجل لا أعرفه وناولني الكمر لم يفتقد منه جنيهاً واحداً فأعطيته جائزته عشرة جنهات، واحتسبت عليك خمساًمنها كنت أنتظرك تعود بعده مباشرة.. يافلان المال الحلال لا يضيع،ولو كنا في شك منكم يا عقيل لما أعطيناكم حلالنا.
وعاد العقيلي إلى ممارسة عمله مع التاجر الشامي.


الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس عماد نجاح الإنسان في أموره حياته وثقته بالآخرين سر نجاحه في التعامل معهم وثقته بالله وهي أساس كل أعماله، فإذا كان الإنسان واثقاً بربه عز وجل فإن الله سيوفقه في أعماله كما جاء في الحديث الشريف: "أنا عند حسن ظن عبدي بي"


الثقه المطلقه بهم :
اتفق جميع من تعامل مع عقيل من كل الأقطار انهم أهل ثقة وصدق ووفاء وحفظ للمال وهذا الاتفاق هو عمل تطبيقي ...ذلكم أن غالبيه عقيل من غير المتعلمين ويأتون من بلاد بعيده مقطوعة عن العالم ...والحكم فيها غير مستقر وغير مشتهر. ومع ذلك كانوا يأمنونهم على أموالهم : والمال غال فإذا وصل العقيلي إلى الشام أو فلسطين سلمه إلى التاجر هناك ماله دون مستند ودون قيد...ودون تحقيق شخصيته (وليس ذلك للتاجر المعتاد بل لأي ناشى منهم فإذا وقف على التاجر قال له التاجر : من أنت ؟ قال عقيلي . فيقول له : على من تعنّز؟(أي على من تعتمد ويعرفك وتتبع) فيقول العقيلي على فلان يسميه ممن اشتهر لدى التجار فيناوله (كمرا) والكمر رباط حول البطن من الجلد تخبأ فيه النقود , وعاده يكون في الكمر ألف جنيه ذهب أو ألفين .
تعاونهم وتفقدهم لبعضهم البعض
اشتهر عقيل بالتحاب والتعاطف فإذا برزوا ( اعتادوا أن يبرزوا ميلين عن البلد ليحضروا أنفسهم ويتفقدوا شؤونهم ) حول بلادهم برزت المحبة والالفه بينهم وشعر كل واحد منهم انه جزء من هذه المجموعة له مالهم وعليه ما عليهم , هناك يتفقد بعضهم بعضا ويسدي بعضهم النصح لمن يحتاجه , ويتفقدون رحالهم وحاجاتهم أثناء رحلتهم حتى عودتهم .
ومن الناحية المالية التي يولونها عناية فائقة حتى لا يخدشها أحد بسوء فتسوء سمعتهم فهم يعرفون مقدار المال الذي يحمله كل شخص وهل هو يخصه أم أخذه بضاعه ؟ ويعرفون أصحابه فردا فردا , حتى ولو لم تكن حصتهم سوى عشره ريالات ويتابعون تصرفات الأفراد فيشجعون المجيد ويرشدون المسى ويردعون المخطى .
وهم بعد هذه المتابعة الدقيقة يجيدون التدخل عند اللزوم فإذا أحسوا بتدني أحدهم ساعدوه وفتحوا له الطريق حتى يلحق بأهل البيع والشراء وإذا تمرد أحد منهم أخذوا المال الذي معه أرجعوه إلى البلاد فورا.
وإذا نكب أحدهم بفاجعة مالية رأبوا صدعه وانتشلوه من هوته حتى يستقيم ويقف على قدميه ,

الحذر:
الحذر من متطلبات الإنسان وخاصة من يعبرون الصحاري والقفار، ليس الحذر من الوحوش المفترسة بقدر الحذر من الإنسان ذي النفس المتوحشه وتكون من البوادي قطاع الطرق وما يسمونه بالغزوات

حسن التعامل

اشتهر العقيلات بحسن التعامل فكل من تعامل معهم اثنى عليهم وطلب التعامل مره اخرا بسبب الصدق والوفاء

من عاداتهم :

انهم لا يسمحون لأي رجل منهم أن يتخلف عنهم وويل له أن بات خارج هذه الأماكن أو قاموا إلى صلاه الفجر ولم يجدوه معهم مصليا , وهم يؤدبون المخطى
بأنفسهم ساعة خطئه وعلى ملأ منهم .. فيربون الشباب ويعودونهم على الأخلاق والالتزام بالآداب العامة وعدم الاختلاط بمن هم خارج عقيل ..حتى لا يأخذ من غير عاداتهم , وهم في تلك الأماكن يحيون حياه مماثله تماما لحياتهم في بلادهم فالقهوة العربيه مبذوله (والنجر) يدوي صوته ينادي الضيوف , ويعلن الشهامه والكرم ولذلك اشتهروا واتسمت تربيتهم بالجديه والاستقامه حتى أصبحت مثلا.
فيقولون حتى اليوم : ( فلان ربوه عقيل) ويقولون لمن ينتقدون سلوكه: ( ما طبعوه عقيل أو ما غزا مع عقيل) .
وليس هذا زعما منهم بل حقيقة يعرفها الناس ويغبطونهم عليها .. ومن بقي منهم الآن فإن الصراحة والجديه والاستقامة تبدو في شخصيته وسلوكه .

ليست هناك تعليقات: