الحذر من خلطات العطارين

الحذر من خلطات العطارين د. خالد العبدالوهاب استشاري طب وجراحة الجلد والليزر عضو لجنة تسجيل الأدوية العشبية والمستحضرات الصحية وزارة الصحة كثرت في الآونة الأخيرة الدعايات في بعض الصحف وتحمل في طياتها المبالغات الواضحة وللأسف حتى الطبقة المتعلمة والمثقفة تأثرت بها وانساقت وراءها.. سأذكر بعض هذه الدعايات وسأعلق على بعضها: هناك دعاية وضعت عليها صورة رجل اصلع وكتب عليها (معقول استعمل المشط تاني) لتسويق المستحضر!! وأود ان اذكر ان هذا النوع من الصلع يعرف بالثعلبة الكاملة وهو معروف لدى اطباء الجلد انه من الامراض التي يصعب التحكم في علاجها فكيف لهذا المستحضر الذي لم تجر عليه دراسة طبية ان ينفع في مثل هذه الحالات؟؟. وهناك دعاية اخرى من محل العطارة (اعشاب لتسمين الوجه والجسم - نتيجة مضمونة 100٪ خلال 7 - 10 ايام!!). وإنني حقيقة استغرب كيف تؤثر مثل هذه الاعشاب على انسجة الجلد في هذه الفترة القصيرة!! فكيف تدخل هذه المسألة العقل؟؟ ولكن وللأسف اتتني مريضة متعلمة قد اخذت من مثل هذه الأعشاب وذكرت ان سعرها ليس بالقليل وأنها عندما اشترتها وشمت رائحتها الكريهة رمتها قبل استخدامها!! وفي دعاية ثالثة جاء فيها (الخلطة السحرية للبهاق) للقضاء على البهاق والبرص والأكزيما والصدفية المزمنة ويذكر في اسفل الإعلان ان النتيجة خلال 20 يوما وبشكل مؤكد!! وأنا أجزم بأن هذه الخلطة قد وضع بها من الكورتيزونات القوية ونحن كأطباء جلد نعرف الأثر السحري للكورتيزونات ولكن الذي لا يعلمه كثير من المرضى ما يفعله الكورتيزون من مضاعفات اذا لم يستخدم تحت اشراف طبي متخصص، (فمن مضاعفاته: ظهور الشعر - حب الشباب - تشققات بالجلد وضمور - وظهور اوعية دموية متمددة..). وهناك دعاية لخلطة عطار ذكر فيها انها تعالج اكثر من مرض!!. والغريب بل المضحك ان هذه الامراض ليس لها علاقة ببعض!!. والجدير بالذكر هنا ان مثل هذه الأعشاب لو اخذت بغير تقنين قد تؤدي الى فشل كلوي او الي الوفاة لا قدر الله. وتعمل وزارة الصحة بالمملكة جاهدة في متابعة تلك الاعلانات والمخالفات وللعلم فإنه قد اخذت عينات من هذه الخلطات وبعد فحصها وجد انها تحتوي على جرثومة (بكتيريا) وقد تم اغلاق اكثر من محل للعطارة ولكن للأسف عادت لتفتح ابوابها على مصراعيها مرة اخرى!!. فأتمنى وعبر منبر هذه الصحيفة الا يتأثر المرضى بمثل هذه الدعايات وأن يعودوا لأهل الاختصاص الطبي. كما اتمنى من صحفنا ان تتحقق من هذه الدعايات وتسهم في درء مثل هذه المضار، كما يقع على عاتف البلديات متابعة محلات العطارة هذه. وأود ان اشير هنا في ختام حديثي الى استحداث هيئة الغذاء والدواء التي سوف تسعى جاهدة للنظر ومراقبة مثل هذه العطارات للحفاظ على صحة المواطن. ٭

---